يحكى أن “صاحب النجوم”

عدد المشاهدات 230

لم تكن تلك الليلة مرصعة بالنجوم بشكلها المعتاد ، لم يكن مدركاً أن الوقت قد فات لوضعها بشكلها الصحيح في مكانها الذي من المفترض أن تكون متواجدة به ، و لشدة إهماله قرر النزول الى الأرض الى تلك الهضبة التي كان يزورها مرة كل ألف عام لتحديد مستوى عمله .

نزل الى تلك الهضبة و بدا شاحب الوجه متفقداً بسرعة نواقص عمله ، و بينما هو كذلك سمع صوت بكاء قادم من طرف الهضبة الأخر فأنتقل و بلمح البصر الى تلك البقعة و ما أن وصل الى هناك حتى شاهد تلك الفتاة الجميلة بثيابها القديمة غارقة بدموعها و سابحة في بحر حزن عميق ، أظهر صاحب النجوم لها نفسه و في تلك اللحظة توقفت تلك الفتاة عن البكاء يجتاحها الخوف من ظهور ذلك الرجل فأحب الرجل أن يكلمها مبتدئًا بقوله : مساء سعيد أيتها الجميلة .

ردت تلك الحسناء : و مساء سعيد لك أيها السيد من أنت ؟

قال : صاحب النجوم .

قالت الفتاة : صاحب النجوم ! أليست تلك خرافة قديمة يتداولها أصحاب المدينة منذ الاف السنين ؟

قال صاحب النجوم : ليست خرافة يا عزيزتي أنها حقيقة ؟

قالت و بكل خوف : و يقال أنه و بزيارة صاحب النجوم لهذه الهضبة يختفي شاب أو فتاة من أهل المدينة.

قال صاحب النجوم : لم يتغير البشر منذ مئة الف عام و بقدومي كل الف عام أجد شخصا هنا حزينا يريد تغيير حياته  فأعرض عليه أن يكون نجمة من نجومي في السماء لا يكدر قلبه حزن و لا تذرف عيناه الدموع و يبقى مشرقا ما شاء الله له أن يكون ، و يبقى في سعادة ما كتب له أن يكون بشرط أن يبقى وحيداً في مكانه لا يغيره أبدا.

زاد شغف الفتاة للفكرة  وصدقت الرجل و سألته : هل بإمكانك أن تحولني إلى نجمة بيضاء ؟

قال: نعم و لكن لن ترجعي بشراً أبدا.

قالت الفتاة و من دون تردد : نعم أرغب في ذلك ؟

و بعدها ببرهة أختفى صاحب النجوم و الفتاة و لم يبقى أثر للفتاة سوى خاتم و ضعته على تلك الصخرة و منذ ذلك الحين تظهر نجمة في الأفق في جهة الشمال من تلك الهضبة كل مساء.

Bookmark and Share
  • لم ادرِ من قبل انني حين اخاطب النجوم ،، أكون مخاطبة أرواحاً سكنها الحزن وأرهقتها العاطفة والدموع ،،
    أكاد أسمع الآن أصوات ذبذبات ٍ صادرة من هناك ،، أصواتٍ ملؤها الفرح ،،
    واكن أيّ (وحدة) يتحدث ذاك الصاحب عنها ،،
    فـ النجوم بمقدورها أن تتسامر مع بعضها وتجد بـ أشباهها رئة للتنفس ،،
    ومساحة للعيش معاً ،،
    فهنيئاً لتلك النجوم ،، ولصاحبها ،،
    فربما الآن اصبح بمقدورها رؤية عالمنا بشكل أعمق ،، وأوضح ،، وأنقى !!

يمكنك متابعة التعليقات الخاصة بهذه التدوينة من خلال الخلاصات.