سلالة خريف الرسالة الرابعة عشر ” أيها الناس “

عدد المشاهدات 1103

أيها الناس

أعلموا أن للمحبين قلوبا كقلوب الثكالى مغلفة برقائق الخوف و مزروعة بالشوق و بورود السخط دائماً يسودها الظلام دهوراً و تشرق الشمس فيها شهوراً و تمطر فيها غيوم الأحزان بكوراً فلا يسكنها الفرح إلا عبوراً فتستظل تحت رحمة الله طيورها و تنعم في كنف الغفران صنوفها فيمتد الأمل فيها بحوراً و يشتد الخطب فيها مجوراً .

أيها الناس

ما خلق الله في الصدر من فؤاديين و ما حوى القلب أكثر من أربع حجرات فما كان القلب مركز التفكير و لا أنيط به الحكم و التدبير بل كان وعاءاً لجمع الكثير و منظما لسير الوتين فتألفت به الضربات على وقع كوقع النغمات صعوداً و نزولاً فسميت بالخفقات فسبحان الخالق .

أيها الناس

أن الصدور كالبحور فلا تحملونها دقائق الأشياء فأنها و الله لتغرق و تُتعبُ القلب فيفزع بل حملوها يكل شيء ذو معنى كبير كالبواخر الصماء تشق عباب الماء بثبات ، حملوها بالمحبة و الإخاء و أبعدوا عنها البغض و الشقاء و أريحوها بما كتب الله لها فلا مرد عن ذلك سوى العناء و لا تقتلونها بالوحدة الموحشة فأنها كالغراب في ليلة صماء ينعق في أرض جرداء .

أيها الناس

لا نموت بتوقف القلوب و لا برحيل الروح عن الجسد في الدروب ، بل نموت حين نُغرق تلك النغمات في الحزن الدفين فأكثروا زاد الفرح في رحالكم و أذكروا أن سر السعادة في سمائكم و أعلموا أن الجسد ثوب يومكم هذا ، و أخرها أنكم اليه راجعون .

Bookmark and Share
  • اسمح لي أن أضيف ،،

    أيها الناس ،،
    لا تتخذوا قارعة الحزن ملاذاً للهروب من مركبات الواقع ،،
    بل اسعوا في طريق الحياة ،، واقصدوا شارع التفاؤل ،،
    ولا تقفوآ على اشارات الفشل ،، بل تخطوها عند أول بصيص أمل ،،
    وتمهلوا عند تقاطع الظن .. ولا تسرعوا في الحكم ،،
    ولا تنسوا وضع حزام الثقة بالله تعالى ..
    واعلموا بنهاية المطاف .. ستصلون بسلامة ،،
    للمكان الذي تحلمون فيه ،،

    دمت بخير :)

يمكنك متابعة التعليقات الخاصة بهذه التدوينة من خلال الخلاصات.