خذلان عابرة … جــ1ــــــ
لم يتسنى لي في تلك الليلة النوم أبداً، فبعض من مخاوف قلبي تقتات بشكل نهم على ما تبقى لجفون عيني من قدرة على العناق، فيجبرها ذلك النهم على الابتعاد كلما فكرت تلك الجفون في اللقاء ، يبدو أن شياطين تلك اللحظات التي عشتها منذ مئات السنين قد عادت و لم تغادر قلبي بعد .
قبل عدة سنوات أباحت لي بعض فراشات الوفاء أن للحياة موعداً في حدائق العمر ، و أن المدعو شخص أُطلقُ عليه لقب أنا ، و أن بعضا من أوراق الربيع و زهوره اليانعة ستكون حضورا على منصة الزمن ، و أن الموضوع بحكم المنتهي عند ذلك العجوز المسمى القدر فقد وافق على طلب الحياة مسبقاً .
في صبيحة ذلك اليوم جهزت بعضا من الملابس الأنيقة كي أقع في حيرة الاختيار ، عندها سقط نجم اختياري في مجرة بدله سوداء أنيقة ،فتريثت قليلا جهزت أدواتي التي تلزمني كمقص المحبة و بعض من شرائط الحظ و حبتين من خردل ، نظرت خلفي بعد خروجي لأشاهد منزلي يغرق في دموعه .
ذهبت إلى محطة اليأس كي أبتاع تذكرة تقلني إلى هناك فسألت البائع الجالس خلف شباك التذاكر قائلا :
أريد تذكرة أيها الصديق .
توجهت تلك النظرات إلي بشكل مباشر كأنني اقترفت خطيئة من تلك السبع و قال :
إلى أين تريد الذهاب ؟ .
قلت : إلى حدائق العمر – قلتها بكل لهفة- .
قال : لا يوجد مكان بهذا الاسم هنا – قالها بكل استهزاء-.
قلت : شكرا لك – قلتها بكل يأس – .
خرجت من تلك الحقبة الزمنية البائسة و توجهت سريعا إلى الطريق العام كان مكتظاً ذلك اليوم ، بائع صحف يصرخ “خبر جديد خبر جديد قد رضي الله عن اليهود ” ، أبتسم أخر و قال : أنت لا تكف عن الكذب أبداً بهدف بيع بضاعتك و هل يرضى الله عن اليهود يوما .
شدني ذلك الحوار بينهما توجهت إليهما مسرعاً قائلا : مرحبا .
قالا بصوت واحد : أهلا سيدي .
قلت : هل لي أن أعرف أين تقع حدائق العمر؟ -قلتها بكل أمل-.
نظرا إلي و ضحكا و قالا : ألا تعلم سيدي أننا في مدينة النسيان.
قلت:شكراً جزيلا لكما.
و تركتهما وسط دهشة تعلو حاجبيهما و سمعت أحدهما يقول للأخر: رجل ببدله أنيقة و لا ينتعل حذاء ؟!
و بعد لحظة وجدت رجلا عجوزا طاعناً في السن يقول لي : هل تبحث عن حدائق العمر ؟
ابتسمت و قلت: نعم سيدي نعم سيدي.
أخذ بيدي ذاب جليد الخوف الذي كان يعتريني عند مقابلة كل شخص يبدو أن حرارة يديه كانت أكبر بكثير من جبل الجليد الجاثم على قلبي .
قال فجأة : تعال بني نجلس هناك على قارعة الطريق فكل من أحبوا جودو جلسوا هنا قبلنا و ما زالوا .
جلسنا هناك و بقي العجوز صامتا ، حقيقة كنت أخشى من سؤاله حتى لا أحصل على إجابة غير مرضيه ولاذ هو بصمته و ذهبنا أنا و خيالي نرسم لوحة لوجه الحياة تلك الجميلة التي سألقاها هناك في حدائق العمر .
رجعت ببصري إلى ذلك العجوز بعد انتهائي من تلك اللوحة فوجدته نائما أنتابني شعور غريب بأنه على غير ما يرام وضعت يدي على عنقه لأرى كيف يسير نبضه فوجدته قد فارق الحياة .
تعجبت مما حدث مددت يدي لجيبه لأعرف هويته فأخرجت بطاقته الشخصية ، لم يكن أسمه غريبا عني طالما افتقدت ذلك الاسم كان أسمه في البطاقة الأمل .
بعدها تحول الى رماد فيبدو أن الأمل حين تكشف هويته يتحول الى رماد .
om 3abood
11 سبتمبر, 2011
نسعى دائما الى تحقيق الامل لكن حين نصل اليه نشعر بخيبته واننا اعطيناه من تفكيرنا الشيئ الذي لا يستحقه فنشعر اننا كنا نبحث عن السراب ..
تائهة تحت ضوء القمر
23 مايو, 2013
ولعلنا سنجد أملاً آخر في كل طريق نرتاده، لنستطيع إكمال الطريق
jojo
17 يوليو, 2016
يا حدائق العمر سنعثر عليك يومآ ما ،،
قد تختبئين بقلب محب يحمل فرحة العيد ،،
قد ترتسمين بضحكة طفل بعد عناق لأمه ،،
قد تتنفسين في صدر عجوز تحتضن حفيد لها ،،
قد تتفتحين في عيون عروس تقف أمام مرآتها بردائها الأبيض ،،
قد تشعين كالشمس بين روحين جمعتهما صدفة اللقاء ،،
قد ،، وقد ،، وقد ،،
خارطة الوصول اليك تتخذ أشكالا وممرات كثيره ،،
لكننا على يقين أنك هنا
حاضرة بعالمنا
بقلوبنا
بكلماتنا ،،
وسنصل اليك يومآ ،، لنجد الأمل ينتظرنا هناك !