المشاركات الأردنية في قصص على الهواء
قد أسعدني تواجد ثلاثة قصص قصيرة أردنية في كتاب العربي قصص على الهواء ، في حين أنني كنت أمني النفس بأن تكون أكثر من ذلك بكثير ، و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن دائما .
نعم ثلاثة قصص قصيرة في عرس شبابي عربي ثقافي جميل ، يسجل على ساحة التاريخ الخالدة في كتاب يحمل الاسم الأروع ” العربي” ، لينعكس هذا الإسم على أسطح البحار ، متعديا في تلك الفكرة – قصص على الهواء – الكثير من الدوريات التي نتابعها بشغف منذ قديم الزمن – ، و ما كان التقدم هذه المرة الا عبر الفكرة و المضمون لتلك الفكرة ، و يكفينا التعرف على الاسماء الشابة في هذا المجال التي اتمنى أن الحق بركبهم يوما ما ، تلك الفرصة التي سنحت لثلاثة شباب يحملون حب و طنهم بين اضلعهم .
سامية العطوط – الأردن “رائحة شخص نائم ” .
جميلة هي خيالات سامية العطوط التي رحلت إلى الذاكرة ، و أعتقد أنها كانت تعبر عن تجربة ما مريرة ماتت قبل أن تبدأ ، لكن ذلك الأص – أعتقد أنه الذكريات – يعارك مغادرة حيز الذاكرة ليبني له مكان في زاوية ما ، و عندما حاول أن يفتح النافذة و هو ينمو ، كانت تلك المحاولة الأخيرة ليثبت لها أنه لن يغادر ، و المشكلة كما قالت سامية ” في كل يوم يتكامل عضوا عضوا ، العينان و الشفتان ، القلب و اللسان ، و في كل يوم كنت أهرم الى جواره و أتساقط عضوا عضوا ” ، هي الأثنى التي تكونك يا سامية هي الأنثى التي خلقت في ثوبها .
القصة بمستوى تقني رائع ، و بعد فلسقي جميل سلمت يمناك يا سامية ، حفظ الله بطلة قصتك و لكن لا بد لكل زهرة ان تموت يوما .
حنان البيروتي – الأردن ” حكاية ظل ” .
عندما يبدأ المرء بالتنازل عن مبدأ واحد من مبادئه ، تدور عجلة الظلال و تزداد الحكايات بل تصبح معقدة و الكل يعبر عن حقيقة ميكافيلية ، فيقول ” أنا ظل و بكل سعادة ما دام طعامي و كسائي تحت ظل التأمين ” ، ليسلم هذا الشخص نفسة و يبيعها للشيطان تقاطع كبير وجدته هنا مع ما كتبت تحت عنوان ” ظل صديقي” و تحت عنوان حوارات شيطانية ، يعجبني عناد حنان بقولها : ” لم أصب بهذا الوضع غير الصحي منذ زمن ” ، بدلالة على محاولة الظل التغير و العودة لما كان عليه قبل أن يصبح ظلا ، و لكن تعود الكاتبة لتنهي الأمر بقولها : ” و بقيت أخرس “.
لا يمكن لنظرية ما أن تثبت صحتها بالمطلق فهي نظرية ، و لو أثبتت ذلك لأصبحت مسلمة ، اما ” نظرية الظلم المركبة التي أستنبطتها بعد طول تجربة ” التي تتكلم عنها الكاتبة فهي في نظري مجرد خزعبلات يعلق الضعفاء رذائهم عليها .
حنان أبدعتي بصدق …
سمير البرقاوي- الأردن” اللقاء”
يا سمير أيها العذب ما أجمل ما كتبت ، للصداقة طعم و للحب طعم أخر ، قد غلب طعم الصداقة في حضرة اللقاء طعم الحب ، لقاء يكتسي بالخوف و الوجل من طرفها ، و التردد من طرفه ، لتصبح المعادلة غير عادلة بين الطرفين ، طرفان لا يتشابهان و لا يتساوان أبدا لو للحظة واحدة .
“تمنيت أن أقول لها الحقيقة أو أن أملك الجرأة لأقول لها بأنني أحببتها قبله و أنها خيبتي الأولى ، ليتحول العالم من بعدها الى محض خيبات متواصلة “.