ملف المياه توطئة

عدد المشاهدات 2056

واقع الأردن المائي  و المثلث المائي أن جاز لي التعبير و أقصد بالمثلث المائي هو ثلاثة من المؤثرات المباشرة في الوضع المائي في الأردن بعد أن  عزلت العوامل الفرعية و الغير مؤثرة بشكل مباشر و هي :  

1- المخزون المائي .

2- السياسة المتبعة ( الحكومة و الشركات الخاصة التي تم التعاقد معها  )

3- المستهلك و هو المواطن الأردني .

 

يعتبر الماء صاحب القضية في ملفنا الحالي هي القضية الغائبة الحاضرة على الدوام لا نستيقظ نحن الأردنيون إلا عندما تشتد حرارة الشمس فنهرع إلى مطابخنا فلا نجد شربة ماء على الدوام لتثار القضية حتى إذا ما صار الليل و غابت الشمس و خرج ذلك القمر الجميل نسينا القضية و تلفتنا إلى جمال القمر .

و سوف أتكلم في هذا التوطئة عن المثلث المائي و عن تقسيم سوف نتبعه  دائما بلفظين دلاليين عن المثلث المائي و هما عامل متغير و عامل ثابت و سوف نحاول قد الإمكان في هذا الملف و المقالات القادمة تسليط الضوء على المثلث و اللفظين الدلاليين .

 

يعتبر الماء في الأردن عاملا ثابتا غير متغير حيث إن الأردن كما هو معروف يعتمد اعتمادا كليا على مسألة مخزون السدود التي هي بدورها أيضا تعتمد على كمية الأمطار الهاطلة التي لا يمكن التكهن بها قبل انتهاء فصل الشتاء ففي هذا العام كنا على شفا حفرة من إعلان العام عاما جافا غير أن تدخل العناية الإلهية حالت دون ذلك و بالنظر إلى الموضوع بدقة أكبر نشاهد أن الماء و مخزونه يصبح ثابتا و معروفا لنا عند انتهاء فصل الشتاء .

و هنا أعتقد جازما بل و أناقض النظرية التي فرضناها أولا بأن الماء عامل ثابت بل هو عامل متغير يوميا و لحظيا أن أردنا فمصادر المياه في الأردن متعددة و كثيرة مثل المياه الجوفية التي لا تكاد منطقة بالأردن تخلو منها و يمكن تجديدها يوميا بالحفر و التنقيب و لكن لا يصبح هذه حقيقيا إلى عند وجود النية المثلى .

 

العامل الثاني و هو السياسة المتبعة و الممثلة بالحكومة و الشركات الخاصة و كلما ذكرنا كلمة حكومة في أي موضوع يتبادر لذهن السامع تلك المنابر البيروقراطية وعدم الشفافية و يكاد الأمر يصل حد أبعد عندما يختلط هذا الأمر كله بملف المياه كونه ملف استراتيجي خطير حسب ما تظنه الحكومة فلم نشاهد يوما تصريحا مباشرا لرئيس الوزراء أو حتى وزير المياه و الري و لا حتى للناطق الرسمي على مستوى  رسمي رفيع بشكليه السلبي و لا أضعف الأيمان الايجابي فملف الماء مقيد بشكل دائم بسلاسل البيروقراطية و الخوف .

 

و في دراسة أجريتها مؤخرا شاهدت بالأرقام بل و بنظرات العيون و بلفظ الألسن ذلك الشك و التكذيب و الخوف الذي يعتري المواطن الأردني من قبل أي موضوع يخص ملف المياه من قريب أو من بعيد .

العامل الثالث و هو المستهلك و في حالتنا هو المواطن الأردني الذي يعيش بين جهل في التعامل مع الماء و طرق اٍستهلاكه المثلى و طرق ترشيده و بين عدم اكتراثه الذي يصل في بعض الأحيان  حد الإهمال المطلق لأنه قد و صل إلى حالة الإشباع من الهموم و المشاكل و بين نقص المعلومات من جهة أخرى و عدم شفافية الحكومة من جهة أخرى .

لا بد من جمع هذه العوامل الثلاث التي أطلقنا عليها المثلث المائي و سوف نعالج في ملف المياه بالتدقيق و التعليق على شاردة و واردة حالة الثلاثة عوامل التي تشكل مجمل قضيتنا .

 المقال القادم في ملف المياه … بعنوان دراسات و استبيان حول المياه  

 

Bookmark and Share
  • الموضوع في غاية الاهمية ولكنه للاسف لم يلقى اهتماما من الاخرين،، ولكنك دائما تثبت لنا وللجميع انك الاجدر في طرح القضيه ،،، لتجد متنفسا بين سطورك هاهنا ،، بانتظار جديدك

  • استاذي العزيز
    اشتقتُ لك ولتحليلاتك اللاذعه الصريحه
    مذ زمن لم اقرأ لك
    ابنتك
    كانت صغيره

يمكنك متابعة التعليقات الخاصة بهذه التدوينة من خلال الخلاصات.