قطعة من الصحراء
ما هذا الألم الشديد رأسي يؤلمني
هكذا كانت حالتي و أنا مستلقي على أرضية تلك الحجرة هناك في اللامكان حيث لا أعلم متى و كيف و صلت إلى هنا .
وضعت يدي على رأسي من شدة الألم يبدو أنني تعرضت لعملية اختطاف في وقت اللازمن و أنا حاليا في حجرة لا أعلم موقعي فيها .
حجرة حمراء مكونة من أنابيب كتب على جدرانها كنت هنا قبلك و أعلم يا هذا أنها قطعة من الصحراء ” نعم من الممكن أن تكون قطعة من الصحراء فدرجة حرارة الغرفة مرتفعة جداً .
و بعد ذلك ببرهة فتح باب تلك الحجرة -الذي لم يكن ظاهراً لي في بداية الأمر – توجهت مسرعاً إلى ذلك الباب يدفعني ذلك الأمل و بسرعة اللاشيء تخطيت حدود الغرفة لأجد نفسي في غرفة مشابهة للسابقة سرعان ما ذبلت تلك الابتسامة و غاب ذلك الأمل كما غياب قرص الشمس وقت الغروب.
جلست أرمق جدرانها فوجدت كتابة عليها”هنا تُحرق الآمال منتصبة وأعلم يا هذا أنها قطعة من الصحراء ”
أصبت بالذهول و الحيرة أين أنا ؟! و أن كانت قطعة من الصحراء أين السبيل للخروج ؟!.
لم أكمل كلمتي حتى فتح الباب و كأن أحدا يدعوني إلى الحجرة الثالثة و كان هاتف نفسي أيضا يقول لي: هنالك المخرج هنالك طوق النجاة.
توجهت مسرعاً و عاد الأمل إلى عروق دمي و عندما دخلت علمت أنني غلبت للمرة الثانية على التوالي فلم تكن الحجرة الثالثة مختلفة عما سبقها و لكن ما كان مختلفا كتابات على جدرانها ” لم يكن الوقت كافيا كي أستريح و أعلم يا هذا أنها قطعة من الصحراء ” .
أصابني اليأس أدرك التعب مني الشيء الكثير “لم يكن الوقت كافيا كي أستريح ” لم ؟!
هل باغته الموت أم كان طوق النجاة الأسرع في اقتناص حظه فلم يجد وقتا كي يستريح ؟؟؟ !!!
نظرت إلى جدران الحجرة متأملا محاولا فهم ما يحدث أنتظر باب الغرفة أن يفتح و فتح باب الغرفة بهدوء كأن ذلك اللاشيء يراقبني و يسمع ما يدور من حديث بين أفكاري.
توجهت على غير ما كان في السابق من سرعة و أمل توجهت إلى الحجرة الرابعة بكل هدوء دخلت نظرت إلى الجدران لم أجد أي كتابة فعلمت أنها غرفة مختلفة عما سبق.
و وجدت ذلك القلم المصنوع من الماس كُتَب بجانبه “إحفرعلى جدران هذه الحجرة ما شئت ” فمسكت ذلك القلم و حفرت على ذلك الجدار بكل ما أوتيت من قوة جملة واحدة لم أكررها ” لست كغيري ”
سرعان ما فتح الباب الأخير لتتسلل أشعة الشمس و لأعلم أن العالم الحي هناك فخرجت و إذ أنا في وسط صحراء قاحلة و نظرت إلى تلك الغرف فوجدت شكل ذلك البناء شبه كروي فعلمت أنني كنت في مكان تمنيت أن أكون فيه يوما و لكنه القدر خرجت مبتسما و تركت أجمل الأثر هناك .
و توجهت إلى تله رملية هناك و كتبت بذلك القلم الماسي الذي وجدته في جيبي ” كان الوقت قصيرا و ما زلت أحبك و لن تكوني قطعة من الصحراء أبداً دام قلبك بخير “.
الورقة الصفراء ...
30 أكتوبر, 2008
دوماً أحببت هذا النص تحديداً …
فعلى الرغم من قسوته الماسية إلا أن بلورات الوفاء والاخلاص
تمتزجان سوية بحنان ودفء رقة الحب !!
مشاعر جياشة عارمة كما لو أننا في ساحة حرب ضد اللا عدو
خروج من ساحة العراك بلا نصر ولا هزيمة إنما بذكرى زمردية
تلك العبارة المنحوتة المحفورة على ذاك الجدار أنا على يقين أنها
لن تمحى ولن تزول أبداً بل ستبقى تقطر طالما ذاك الجدار ينبض …
suhib
16 أكتوبر, 2012
غادرت وها انا في طريقي الى ألم مقدح كما اوصيتني دائماً ما اثق بكلماتك اعرفها جيداً انها دائماً ما تكون الحل الافضل لجاهل في خبرات هذه الحياة , اعرف جيداً ان الالم سيستمر لسنوات وايام , لكن اهون من ان اعيش احلام وهيمة وان اصدق كذبات طيش ووعودات ألم , لن أعود بعد ان رميت بقلمي الماسي يوماً لن اعود
احبك لكنك يوماً لن تكوني من قطعة الصحراء ابداً دام قلبك بخير .
اعتذر عن كل شيء
فاليسامحني الرب او ان تغفري لي انتي زلاتي
مش عايزة دوشة
16 أبريل, 2013
رائعة جدا جدا جدا
استمتعت بقرائتها لأقصى حد
و قرأتها أكثر من مرة
خيالك رحب جدا أبهرنى
حتى السطور الأخيرة لم أدرك أنك كنت داخل “قلب”
لكن السؤال يلح فى ذهنى
هل قلبها قطعة من الصحراء بطبيعته فأتعبت المحبين ؟
أم ما لاقته من الذين مروا بقلبها أحاله إلى صحراء رغما عنها ؟
لم استطع أن أحدد إن كانت الجانى أم الضحية ؟
Jojo
29 مايو, 2016
سلام لتلك الصحراء ولأبطال قصتها ،،
لم يتسنى لي الوقت من قبل أن أخط هنا ولو بضع نوتات ،،
لكن كلما أقرأ هذه السطور أشعر كأن زهرة تتفتح بداخلي
فعدت كي أعزف قليلآ بأوتار الابجدية ،،
حجرة مظلمة كانت ،، قبل ان تلتقي تلك الزهرة بذاك النهر الحزين”
الذي أمدها بقبس من نور لتضيء بها صحراء قلبها المتعب
في كاهل زمن يهوى التناقض ،/
أشارت اليه بأوراقها ،، كي يقترب أكثر ليروي عطش روحها
الوحيده ،،
والنهر كان في غاية الانسياب والنقاء ،، بدأ يحتويها بعطف وحنان ،،
لكن سرعان ما تلك الزهرة أحست بوخز الحقيقة
وخشيت ان تندفع مع التيار
وتقع ضحية ما يسمى العشق المجهول ،،
فالتفتت يمنه ويسره ،، تملكها الخوف القلق الشحوب ،،
رغم ان النهر ما زال نقيا مبتسمأ رائعا ،،
لكنها اغمضت عينيها عن ذلك وبدأت باقناع نفسها
انه سراب في سراب وسرعان ما سيختفي ،،
انها صحراء أجل صحراء لا وجود للنهر
حاولت ان تردد تلك الجمله مرارا وتكرارا كي تغلق مسامعها
عن ضحكات انسيابه ومفرداته ،، الآتي اعتادت عليها ،،
الى ان غطت في سبات عميق تلك الزهرة المسكينه ؛؛
واستسلمت للغياب ،،
دمت بخير