حوارات شيطانية – الجزء الثاني (فلسفة)

عدد المشاهدات 720

حوارات شيطانية – الجزء الثاني

دعانا الشيطان في تلك اللحظة إلى تناول العشاء في بيته – و هو بيت هي – لم نكن نملك في تلك اللحظة سوى الموافقة ، فنحن في كنف صاحب هذا المحيط -محيط الشيطان – .

جلست على طاولة الشيطان ، و هي مخصصة للضيوف الذين يتمتعون بخصوصية كبيرة و مختلفة هذا ما قد بيـــنـــه لـــــــــــــــنا الشيطان – و يبدو أن كل من يزور الشيطان هو ضيف خاص – .

كان ظل صديقي أمامي و الشيطان عن يساري و لا أحد عن يميني فلا مكان للفضيلة ها هنا .

جلسنا كل منا يـــــــــتــــــــــــــــــــــــأمل الأخر و لأول موقف أرى ظل صديقي في موقف ضعف و صمت و الشيطان يحدق بي لبرهة سرعان ما ينتقل بنظره إلى ظل صديقي ينتظر أن يتكلم أي أحد منا.

و عندمــــا يئس الشيطان بدأ الحديث .

قال الشيطان : كم كنت سعيدا برؤيتكم اليوم أهلا بكما .

قلت : و أهلا بك – من باب المجاملة طبعا – .

قال الشيطان : ما أسمك ؟!

قلت: أنا !! اسمي …………. لا أدري ماذا يصبح أسمي في عالمك !!!

قال الشيطان:سأبحث لك عن أسم يليق بك و يليق بمقامك ها هنا في بيتي و في عالمي.

قلت : لن أبقى هنا كثيرا فلا تكترث للأمر .

قال الشيطان : و لماذا ؟ !!

قلت: هذا العالم ليس عالمي حتى أن هذه الأرض الكبيرة لا تتسع لنبتة زعفران صغيرة فكيف سيسعني ؟ !!!

قال الشيطان: يا صديقي نحن ها هنا نعيش في حرية تامة نكشف المجهول في حقيقتنا و أرواحنا و نداعب شهوات أجسادنا نفعل ما نريد فليس هنالك حدود لأفعالنا ليس هنالك رابط لحريتنا.

قلت الشيطان:رية تتكلم و عن أي جسد تتحدث أليس جسد هي جسد قد عاش ها هنا و أنا قد أدركته قبل أن يعيش هنا فالأبيض تحول إلى أسود و الجمال تحول إلى قبح و الحياة تحولت إلى موت فأصبحت هي غير مرئية و أصبحت جسدا لا ينتمي إلى الكائنات الحية أبدا.

قال الشيطان : نعم من قال أن اللون الأسود ليس بجميل أنها النسبية في حياتنا .

في عالمكم الصدق شيء جميل
في عالمكم الجمال شيء مطلوب

في عالمكم الكذب شيء مذموم
في عالمكم القبح شيء غير مطلوب
في عالمكم الكره شيء مرفوض
في عالمكم الفضيلة صاحبة الكلمة

و ماذا يحدث حقيقة في عالمكم و بعيدا عن الخيال .

في عالمكم الكاذب يصدق و الصادق يكذب
و القبيح من الداخل يقدر
و الكره لغتكم
و لا مكان للفضيلة عندكم
و لا فرق بين عالمنا و عالمكم في شيء فنحن كما أنتم و لكننا لا ندعي المبادئ فنحن في حقيقة الأمر أصدق منكم .

قلت : ما زال للخير صولة و للحق جولة و للباطل زهقات.

نظر الشيطان إلى ظل صديقي مبتسما و قال: ما بال ذلك الظل لا يتكلم..

Bookmark and Share

يمكنك متابعة التعليقات الخاصة بهذه التدوينة من خلال الخلاصات.